جدران غرفتي
كنت قد تعودت أن أكتب ما يجول به خاطري وما أحس به على دفتري الذي أعتبره أعز صديق يسمعني ويحتفظ بكل ما أبوح له به حتى لو كانت مجرد خربشات.بغرفتي جلست أتأمل بما هو حولي، فقد كان الملل قد تسلل لنفسي، كل شيء حولي كما هو لا يتغير، وهذا يزيد من الملل. أردت أن أغير شيئا، لكن ما هو؟؟فجأة مرت بخاطري فكرة، لكن لا أعرف هل أستطيع أن أنفذها أم لا. فهي فكرة مجنونة بعض الشيء وغريبة أيضاً. وإذا فعلتها ماذا سيحصل؟ كنت أتوقع ردة فعل أبي وأمي «التعصيب والغضب». لكن هناك ما طمأنني وهو أننا قد تعودنا على التعبير عن رأينا في البيت، وما سأقوم به هو مجرد تعبير عن رأيي، وهو أيضا بحدود غرفتي المكان الخاص بي.إذن، عزمت على تنفيذ الفكرة... وبدأت...مسكت قلمي، وبدأت بالكتابة. لكن هل تعرفون أين؟بدأت بالكتابة على جدران الغرفة، تلك الجدران التي تفصل غرفتي عن العالم الآخر.لكن، ماذا سأكتب؟! تذكرت بيت شعر أحبه فكتبته، بعدها مقولة أعجبتني فكتبتها، وهكذا كلما قرأت أو سمعت كلاما وأعجبني أكتبه على تلك الجدران حتى أصبحت الجدران الأربعة للغرفة وكأنها ورقة مكتوب عليها الكثير من الأشعار والحكم والأقوال الجميلة.الآن عندما أكون بغرفتي أحس وكأنني في عالم آخر. عالم من الكلمات والأحرف وكأنها تحوم حولي، فأينما التفت وجدتها.كثير ممن دخلوا غرفتي استغربوا وقالوا أنني أفسدت جدران الغرفة بما فعلت. آخرون قالوا أنني غريبة.. وآخرون..أما أنا فسعيدة وراضية كل الرضا عما قمت به.هذا جزء من خربشات في مذكراتي أردتكم أن تشاركوني فيها، ولكم الحكم...
